عيد ميلاد سعيدأيها الحبيب

اليوم ذكرى يوم ميلاده…

ربما إبتسم البعض لمقولتي ..

وربما غضب مني البعض الآخر..

لكني أقول له معكم ومعكم فقط:

كل عام..

وأنت للمولى أقرب

وللطاعات أدوم..

وللخير أحب..

لكني لم أخبره لم أذكّره فهو لا يعلم.. ولا يفهم..

أنا
لست ممن يهتم بهذه المواضيع .. لكن أحببت أن أكتب لك ما يجول بخاطري عن
الفكرة.. إن الحياة دقائق وثواني.. تسرق الثانية الثانية تسابق أختها
لتهرب من أمامنا إلى حيث اللا عودة فلا يمكن ولا بمال العالم أجمع إستعادة
لحظة ولو لحظة واحدة من الماضي.. طالما مرت وإنقضت إلا بالذكريات التي
نتجرعها كلما طفت إلى سطح الذاكرة لسبب أو لآخر..

أستغرب
كثيراً للكبار والعجائز بل وحتى الشباب الذي يحتفلون بهذه المناسبة
والأدهى كبار مسؤولينا وولاة أمورنا باتوا يحتفلون بها.. دون حياء هكذا
أرى الأمر دون حياء..

فإحتفال
الأطفال بهذه المناسبة ربما أفهمه وأستوعبه فهي فرصة لجمعه باصدقائه وعمل
حلويات وعصائر ولعب وكل واحد يروح على بيته بعد أن يكون الطفل قد حصل على
كم معين من الهدايا يفرج بها.. ولا يفهم سوى أن عمره كان أربعة وأصبح خمسة
أو سبعة وصار ثمانية وأنه في مثل هذا اليوم قبل كذا سنة كانت أمه تنازع
وبتطلع روحها .. عشان هو يشرف الدنيا وينكد عليها عيشتها وهو يكبر وهي
تتابع وتربي وتعلم وتمرض وتسهر وتتعب من أجله..

لكن …..

أن يصبح عمري عشرين بعد أن كان تسعة عشر وأخرج أفرح وألهو سعيدة بنقصان عمري وإقتراب أجلي عاماً كاملاً؟ هذا ما لا أفهمه !!!

لأنه
لو كان هناك مجال لأمر بهذه المناسبة.. فهو مجال لاعتزال الناس والعالم
ولو لساعة وإغلاق الباب علينا والتفكر فيما مضى في هذه السنة.. وكم كان
منها لنا وكم كان منها علينا… وكم تطورنا في قربنا لله تعالى وإستعدادنا
للآخرة..

فالعمر
مكتوب ومقدر.. والأجل حتمية مفروغ منها تمتاز بجهلنا لهذا الأجل المكتوب
في رحم الغيب فلا يعلمه إلا الله.. فلا نعلم متى يحين ويطب علينا..
وبالتالي.. بمرور كل عام يكون الأجل قد دنا عاماً كاملاً وهذا العمر يخصم
من مجموع عمرنا الذي كتبه الله لنا… ولا ندري هل ما بقي لنا سيجعلنا ندرك
يوم ميلادنا المصادف في العام القادم أم أن الأجل أقرب..

الفرصة
للمراجعة عظيمة في هذه المناسبة.. نراجع رصيدنا بما كسبناه من هذه الفانية
لحياتنا الدائمة.. نراجع مدى تقدمنا في علاقتنا بربنا من صلاة وصيام وزكاة
وقيام.. في وفاءنا بحقوق العباد كالوالدين والأقارب والأرحام والجيران..
نتذاكر في سبل زيادة رصيد العام القادم أكثر.. بتقديم العون لمحتاجي
المسلمين في الدعاء للأمة بالنصر والثبات وفي أداءنا مسؤولياتنا وواجباتنا تجاه من نعول وفي تربية أبناءنا .. أن نتذكر الأجل هذا الذي نغفل عنه ونسهو وهو إلينا اقرب مما نتصور..

أن نجعل كل هذا كإدخار لنا في كتابنا مقابل كل سنة تمر وتنقضي من أعمارنا..

ولكن
الإنسان جبل على طول الأمل فتملكه الغرور والعجب بنفسه ونسي بأن الأجل
ربما لا يمديه أن يكمل ساعته تلك ولا يمهني أن أكمل كتابة موضوعي ولا
يمهلك أن تكمل قراءته.. أو حتى أن يقوم أحدنا من مقامة بعد أن يفرغ من
موضوعه..

نسأله تعالى حسن الختام والثبات على الإيمان..

وأن يرزقنا الجنة وإياكم بغير حساب..

تحديث

عام مضى.. ما أسرع مرور الأعوام.. قد إقترب أجلنا عاماً كاملاً

نسأل الله أن نكون ممن حسن عمله وحسنت خاتمته..

رفعت الموضوع وله مفارقة مضحكة مبكية..

سأحاول سردها في موضوع منفصل..

له وله(الآخر الذي يصادف يوم مولده ذات اليوم) التحيات والدعوات بطول العمر بالخير..

دمتم وسلمتم