الرجل الذى اهتز لموت عرش الرحمن

سعد بن معاذ رضى الله عنه فى غزوة الخندق عندما اجتمع الأحزاب على المسلمين اصيب بسهم وبيل فى ساعده وتفجر الدم من وريده وتم اسعافه الاسعاف الأولى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمل الى المسجد، وأن تنصب له به خيمة حتى يكون على قرب منه دائما أثناء تمريضه.. وحمل المسلمون فتاهم العظيم الى مكانه في مسجد الرسول..ورفع سعد بصره الى السماء وقال:اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها... فانه لا قوم أحب اليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه.. ان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة.. ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة..ولقد استجاب الله دعاءه..و بعد أن يئست قريش من اقتحام المدينة، ودبّ في صفوف جيشها الهلع، حمل الجميع متاعهم وسلاحهم، وعادوا مخذولين الى مكة.. ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترك بني قريظة، يفرضون على المدينة غدرهم كما شاؤوا، أمر لم يعد من حقه أن يتسامح تجاهه.. هنالك أمر أصحابه بالسير الى بني قريظة. وهناك حاصروهم خمسة وعشرين يوما.. ولما رأى هؤلاء ألا منجى لهم من المسلمين، استسلموا، وتقدموا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجاء أجابهم اليه، وهو أن يحكم فيهم سعد بن معاذ.. وكان سعد حليفهم في الجاهلية..رسل النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه من جاؤوا بسعد بن معاذ من مخيمه الذي كان يمرّض فيه بالمسجد.. جاء محمولا على دابة، وقد نال منه الاعياء والمرض.. وقال له الرسول: " يا سعد احكم في بني قريظة". وراح سعد يستعيد محاولات الغدر التي كان آخرها غزوة الخندق والتي كادت لبمدينة تهلك فيها بأهلها.. وقال سعد: " اني أرى أن يقتل مقاتلوهم.. وتسبى ذراريهم.. وتقسّم أموالهم. وقتها قال الرسول صلى الله عليه وسلم والله لقد حكمت عليهم حكما انزله الله من السماء... وهكذا لم يمت سعد حتى شفي صدره من بني قريظة..كان جرح سعد يزداد خطرا كل يوم، بل كل ساعة.. وذات يوم ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيادته، فألفاه يعيش في لحظات الوداع فأخذ عليه الصلاة والسلام رأسه ووضعه في حجره، وابتهل الى الله قائلا: " اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدّق رسولك وقضى الذي عليه، فتقبّل روحه بخير ما تقبّلت به روحا"..! وهطلت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم على الروح المودّعة بردا وسلاما.. فحاول في جهد، وفتح عينيه راجيا أن يكون وجه رسول الله آخر ما تبصرانه في الحياة وقال: " السلام عليك يا رسول الله.. أما اني لأشهد أنك رسول الله.. وتملى وجه النبي وجه سعد آن ذاك وقال: هنيئا لك يا أبا عمرو