ورد في وصف جبريل امر عظيم .... يقول الله سبحانه: ((علمه شديد القوي ذومرة فاستوي))"النجم5-6" والمراد بشديد القوي جبريل عليه السلام قالوا: كان من شده قوته انه رفع مدائن قوم لوط وكن سبعا بمن فيها من الامم وكانوا قريبا من اربامائة الف وما معهم من الدواب والحيوانات ومالتلك المدن من الاراضي والعمارات وغير ذلك - رفع ذلك كله علي طرف جناحه حتي بلغ هن عنان السماء حتي سمعت الملائكه نباح الكلاب وصياح يكتهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها فهذا شديد القوي. ((وذو مرة)) أي ذو خلق حسن وبهاء وسناء كما في قوله سبحانه في الايه الاخري((انه لقول رسول كريم)) "التكوير"اي جبريل رسول من الله , كريم اي حسن المنظر و((ذي قوة عند ذي العرش مكين)) أي له قوه وبأس شديد.... وله مكانه ومنزله عاليه رفيعه عند الله ذي العرش المجيد ((مطاع ثم امين)) اي مطاع في الملأ الاعلي ذو امانه عظيمه ولهذا كان هو السفير بين الله وبين انبيائه عليهم السلام الذي ينزل اليهم الوحي في الاخبار الصادقه والشرائع العادله ونظير الجمع له بين الامانه والمكانه قول العزيز ليوسف عليه السلام((انك اليوم لدينا مكين امين)) ولقد رأي رسول الله جبريل عليه السلام مرتين علي صفته التي خلقه الله عليها ... روي الترمذي عن عبدالله بن مسعود ان رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي جبريل ستمائه جناح ... وروي الامام احمد عن عبدالله قال : راي رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائه جناح كل جناح منها قد سد الافق يسقط من جناحه التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم )
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 7/427
خلاصة الدرجة: إسناده حسن